#شعر | نور الموصلي: فيوض الإباء

فن وثقافة

الآن 393 مشاهدات 0


"وأقبسُ من أمَّهاتِ الشهيدِ
زغاريدَ   لافحةً   للنِّصالْ"

أمُّ الشهيد يتأرجح فؤادها بين جمرة الحزن برحيل فقيدها، ونشوة الرضا بجلال شهيدها، الحزن والرضا نزعتان تتصارعان في قلب أمٌّ تدرك أنه قدرٌ يشعل فتيل الفراق لتخمده زغردة الافتخار:


هنا الشاعرة السورية المبدعة نور الموصلي ،المتألقة في برنامج أمير الشعراء  والفائزة بجائزة فدوى طوقان  تتوحد بقصيدتها الرائعة مع نضال غزة  وبطولات أبنائها وتمسك أهلها بأرضهم رغم ماتتعرض له غزة من قصف وحشي مستمر ، وسط تخاذل عربي مخجل:

لغزةَ  وهْيَ  تشدّْ الرحالْ
إلى الله حيثُ يَعِزُّ الكمالْ

أمدُّ السلالمَ حتى ثراها
لأصعدَ تلةَ هذا الخيالْ

وأسعى بقلبي لعلِّي أراها
تفيضُ عليَّ ببعضِ الجلالْ

بحدِّ القِطاعِ أسُنُّ المعاني
لأبريَ قافيةً للرجالْ

وأقبسُ من أمَّهاتِ الشهيدِ
زغاريدَ لافحةً للنِّصالْ

ومن دندناتِ الصغارِ أجمِّعُ
دفقةَ أُنسٍ، تباشيرَ فالْ

ومن بين كلِّ الخرابِ المدوِّي
ألملمُ ممَّا يُعِزُّ المقالْ

صروحَ الشموخِ، بروجَ العلاءِ
فيوضَ الإباءِ.. تلالاً تلالْ

وحيثُ الرياحُ العنيدةُ تعوي
إذا كانَ حقاً تهزُّ الجبالْ

وحيثُ الترابُ طريٌّ طريٌّ
يُروُّى ويُسقى بماءٍ زُلالْ

سأعجنَ بالدَّمِ قمحَ القصيدِ
عسى يُطعمُ الشعرُ خبزَ النِّضالْ

تعليقات

اكتب تعليقك